يواجه وطننا الحبيب موجة ارهابية سوداء تسعى الى قتل الحياة وايقاف مسيرة التحول الديمقراطي والانجازات التنموية في كل الميادين وعلى رأسها العلم والمعرفة.
ان التصدي للارهاب بشتى اشكاله وعناوينه لنيقتصر على المواجهة القتالية على اهميتها وانما هو بحاجة الى عمل فكري وثقافي شامل يجتث جذور الظاهرة الارهابية ويجفف منابعها من خلال تمتين الارتباط الحيوي بالوطن وارضه وتعميق الوعي الجماعي بمخاطر الارهاب لتفعيل التصدي له بروح معنوية عالية تضع مصلحة الوطن ومستقبله على رأس الاولويات .
وفي ضوء هذه الحقيقة تتحمل المؤسسة الاكاديمية والنخب الثقافية مسؤولية جسيمة انطلاقا من مكانتها الاجتماعية الرفيعة وحجم تأثيراتها في المجتمع على الصعد الثقافية والتربوية والاكاديمية .
واضطلعت كليتنا بواجباتها في هذا المجال المهم حيث استنفرت طاقاتها لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها بلدنا العزيز منخلال تحقيق تلاحم مصيري بين الطلبة والاساتذة مع قواتنا المسلحة الباسلة والحشد الشعبي وهم يتصدون لأعتداءات العصابات الارهابية المجرمة، فكانت كلية اللغات منا وائل المؤسسات الاكاديمية التي فتحت باب التطوع ملبّية نداء المرجعية الشريفة للدفاع عن العراق وارضه ومقدساته، كما قامت بمبادرة أخرى تجسّدت بحملة واسعة للتبرع بالدّم شارك فيها منتسبو الكلية لأسعاف اخوانهم ابناء القوات المسلحة البطلة والحشد الشعبي، سبقتها مسيرة ضخمة في مقدمتها المتطوعين من الاساتذة والطلبة ومنتسبي كليةاللغات ورفعت فيها رايات العراق العزيز .
اننا اذ نقوم بهذه الواجبات لا ننسى واجبناالآخر المتمثل بتحقيق التفوق العلمي الذي يضمن اعداد أجيال مثقفة مسلحة بالمعرفة التي تقهر طروحات الارهاب الهمجي الاسود .
أ.م.د. سوسن فيصل السّامر
عميد كلية اللغات