قدم عميد كلية اللغات الاستاذ الدكتور طالب القريشي ورقة بحثية بعنوان (المسؤلية الاخلاقية للاوربيين وبرجوازييهم اليهود تجاه الشعب الفلسطيني ) الى المؤتمر العلمي السنوي السابع لمركز الدراسات الفلسطينية المنعقد للمدة من 25-26 تشرين الاول 2011 .
وقال القريشي في ورقته إن مراجعة بسيطة لمجريات التاريخ قد تلقي بظلالها على الضرر الذي لحق الشعب الفلسطيني دون أن يكون له أي نصيب بما يسمى بالمشكلة اليهودية، وتتحمل الدول الأوربية، لا سيما بريطانيا، وبرجوازييها من اليهود المسؤولية الأخلاقية تجاه هذا الشعب واحتلال أرضه وشرذمته في مخيمات شتى على مدى أكثر من ستة عقود.
وتابع لقد انتهى الوجود اليهودي في فلسطين، كما هو معروف، عام 70 ميلادية عندما احتل القائد الروماني تيتوس القدس ودمرها ودمر هيكلها وشتت يهودها. كما أعلن الامبراطور الروماني كونستانتين الأول (الكبير) في عام 325 المسيحية دينا رسميا لجميع اقاليم الامبراطورية الرومانية ومنع اليهود من الدخول الى القدس. (Immigration ( ولم يكن، بطبيعة الحال، أي دور للعرب في تلك الاحداث ولم يشكلوا في تلك الأثناء قوة تتصارع في منطقة الشرق الاوسط، على غرار الفرس والرومان والبابليين والاشوريين والمصريين. وكان جل كراهية المسيحيين لليهود دور الاخيرين في التحريض على مقتل السيد المسيح.
واضاف استمر العداء المسيحي لليهودية زمنا طويلا امتد الى حقبة التنوير الاوربية في القرن الثامن عشر، وانبرى الادباء الاوربيون المسيحيون في تسليط الضوء في كتاباتهم على الجوانب السلبية لليهودية وممارسات معتقديها التي تقترب من السخرية. وعد فرانكو فولتير، الفيلسوف الفرنسي والمؤرخ والمسرحي والكاتب، اليهود من أصعب شعوب العالم في التنور والنهضة، وأوضح بسخرية انه يستطيع الجلوس على طاولة واحدة مشاركا طعامه مع تركي، أو صيني أو هندي… وحتى مع يهودي شريطة أن يحرر هذا اليهودي نفسه من خرافاته المقيتة وتحاملاته. (Barzilay ) وعموما عد هؤلاء العالمان اليهود واليهودية خلاصة الخرافة والبربرية والأفكار البالية. ناهيكم عن الاديب الانكليزي شكسبير في نتاجه “تاجر البندقية” الذي عرض صورة سلبية لليهود وتقاليدهم .
وذكر شهد القرن التاسع عشر اهتماما واسعا بين الدول العظمى آنذاك- بريطانيا وفرنسا وروسيا بالشرق العربي عامة وفلسطين خاصة وإقامة قنصليات لها في القدس على الرغم من عدم تمتعها بأهمية تجارية آنذاك، وخاصة بريطانيا بعد محاولة نابليون السيطرة على فلسطين وقطع الطريق على بريطانيا إلى درة مستعمراتها- الهند، وتأثير فرنسا على المسيحيين الكاثوليك حيث ينظر الأخيرون إليها باعتبارها الحامية للأديرة اللاتينية في القدس؛ وروسيا على الأرثوذكس ومحاولة نزع الاعتراف من الإمبراطورية العثمانية لتكون حامية عليهم، وبذلك تستطيع ضرب المصالح البريطانية من هناك ومن شمال فارس بعد احتلال منابع نهر الفرات حتى الخليج العربي بعد محاولات الإنكليز استخدام نهر الفرات لتقصير طريقهم إلى الهند، والسيطرة أيضا على المناطق القريبة من الهند.
وختم بالقول أن دوافع الاستيطان الصهيونية يمكن تصنيفها حسب دوافعها، داخلية تمثلت في بعض المعتقدات الدينية التي تراكمت عبر العصور وأسبغت هالة من القدسية على فلسطين، مثل دراسة التوراة والدفن والاعتقاد بإمكانية الشفاء من بعض الأمراض المستعصية، وظهور الماشيح وإقامة مملكة الرب تحت سليل داود إلا أنها لم تكن الدافع الحاسم في الهجرة الجماعية ولم تكن فريضة واجبة، وخارجية تمثلت في كراهية الشعوب الأخرى لليهود بسبب الأفكار العنصرية والشوفينية التي تضمنها تلمودهم، إضافة إلى رؤية الدول الاستعمارية فيهم أداة لتنفيذ مآربهم في الوطن العربي تحت غطاء التعاطف معهم ومع ما قاسوه في أوطانهم الأصلية في أوربا وحقهم في العيش في وطن خاص بهم على حساب تشريد شعب كان يمنح المستوطنين الأوائل، عندما لم تكن أهدافهم الحقيقية واضحة، الحماية من الجنود الأتراك واللجوء إلى القرى العربية كما يؤكد ذلك موشيه سميلانسكي. ومن هنا تتحمل الدول الاوربية والبرجوزية اليهودية المسؤولية الاخلاقية في تشريد شعب من أرضه لأسباب خارجة عن ارادته.
واستمع الى الورقة رئيس واساتذة المركز ونخبة من الباحثيين والتدريسيين والمهتميين بالشؤون الفلسطينية .
لمشاهدة الورقة البحثية بالنص الكامل التي قدمها السيد عميد كلية اللغات اضغط هنا
بعض اللقطات من مؤتمر الدراسات الفلسطينية الذي القى فيه السيد عميد كلية اللغات الورقة البحثية